صالون مصر" يعرض إبداع عشرة من أبرز فنانيها
</TD></TR>
تحتضن قاعة "أفق واحد" بمتحف محمد محمود خليل وحرمه إبداعات عشرة فنانين من كبار فناني مصر, والذين تنوعت أساليبهم ورؤيتهم الفنية وتجاورت جنبا إلى جنب ؛ ليضمهم معرض واحد هو "صالون مصر" في إطار مهرجان الإبداع التشكيلي الثاني.
المعرض ظهر منسقا وراقيا كما عودتنا "أفق واحد" التي تميزت دائما في عروضها بين القاعات المختلفة, ويشهد لها بذلك صالون الشباب الثامن عشر الذي لم يكن على نفس المستوى في القاعات الأخرى التي تم عرض أعمال الصالون بها.
وفي صالون مصر الثاني شاهدنا حوالي ستين عملا لفنانين بارزين هم أحمد نوار, أحمد فؤاد سليم, الغول أحمد, جميل شفيق, حلمي التوني, زينب السجيني, فرغلي عبد الحفيظ, فاروق شحاته, مصطفى لرزاز, مصطفى عبد المعطي.
يقول الفنان إيهاب اللبان مدير القاعة: " لم تزل حركة الفن المصري المعاصر تسير في اتجاهات متقاطعة من الخطوط والمسارات, تحددها إبداعات واتجاهات أثرت الحركة التشكيلية بمحاولات جادة, تميزت بصدق رسالتها الإبداعية؛ لتتلاقى أفكارهم وقضاياهم بكافة توجهاتهم الفنية, وإسهاماتهم في معانقة الواقع ورسم المشهد العصري" .
بينما أوضح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية أنه " في هذه الدورة من "صالون مصر" نؤكد على توجهات قطاع الفنون التشكيلية في إبراز ملامح الحركة التشكيلية المصرية, من خلال إتاحة مساحات مناسبة لعرض أعمال كبار فنانيها متجاورين في حدث واحد, يسهل معه رصد ومراجعة الحال التشكيلي الذي نعيشه متواصلين مع ماض عريق, قدمت خلاله مصر للمنطقة العربية وللقارة الأفريقية أعمالا كانت نبراسا حدد المسار الإبداعي لمنطقة بأسرها".
الفتيات الصغيرة والأمهات هن الملهمات دوما للفنانة زينب السجيني, حيث عبرت عنهن بلوحاتها في حالاتهم المختلفة؛ لتأخذنا برومانسيتها إلى عالمها الخاص الذي يصور مشاعر الطفل وروحه الفياضة, التي تكاد تنطلق خارج اللوحة لتتسلل إلى وجداننا وتنبيء عن شاعرية رقيقة ودافئة, تسطر ملامح البراءة والعطاء.
وفي هذا المعرض تعرض الفنانة لوحة "المجهول" لتصور بها فتاة تنصت للعرافة في اهتمام, خوفا وقلقا من المجهول, وفي أسوان ترسم الفتيات يركبن قاربا, ويظهر تعبيرا منفردا على ملامح وجوه كل منهن, وتنقلنا الفنانة في لوحتها الثالثة للريف المصري "دهشور" لنرى أما تستلقي على الأرض الزراعية في القيلولة, وتأتي أبنتها من فوقها تحتضنها لتستريح وتنام عل جسدها.
<td width=1>
أما قناص حرب أكتوبر الفنان أحمد نوار فقد قدم مجموعة من أعماله ذات الطابع الهندسي المميز الذي يشغل خلفيات لوحاته, التي تتطرق دائما لموضوعات مختلفة عن حياتنا المصرية التي نعيشها, مشاكلها.. إنجازاتها.. تطورها.. فهو مصراوي أصيل يفيض فنه بأحاسيسه وانفعالاته تجاه وطنه الحبيب, ففي المعرض شاهدنا لوحة "السد العالي" التي أنتجها عام 1966 وسجل بها رؤيته عن بناء هذا الصرح العظيم الذي أثر بمصر وعاد عليها بالكثير من الخيرات, كما عرض عدة أعمال عن "الإنسان والطاقة" و"مصر في القرن الواحد والعشرين" تعتمد على خلقه تكوينات هندسية يتناولها بحس جمالي لم يخلو من الشكل الهرمي الذي يشتهر به نوار.
التحدي أو معادلة السلام هو اسم اللوحة التي أنتجها عام 1986, حيث تصور حمامة السلام مقلوبة على خفية هندسية, وكأن المعادلة تأتي بانقلاب الأوضاع لتحقيق السلام بالقوة, ومن منحوتات نوار التي عرضها في المعرض عملين عن "جبل أبو غنيم" الذي أنجزهما عام 2000 بخامة البرونز.
أبيض وأسود الفنان جميل شفيق في المعرض له مذاق خاص, فهو يملك أسلوبا مميزا في تناول أعماله, وهو الملمس الذي يظهر في جميع لوحاته التي يستخدم فيها الحبر الشيني, ويتحكم به ليبرز موضوعه فيما بين الغامق والفاتح, ففي لوحته "الفراغ" نراه يفخم جسد حمار , الذي يركبه أحد الأشخاص ويتطاير وشاحه ويسير للأمام إلى مالا نهاية, أما لوحة "أحلام صحراوية" يصور فيها رؤوسا لرجل وأمرأة تتقاطع أمامها الخطوط الصحراوية وكأنهم يشاهدون ما تصوره لهما أحلامهم, بينما تأتي لوحة "الليل والنهار" ليوضح بها الفنان الاختلاف في الحالة, وذلك حين صور امرأة ذات رأس صغيرة وجسد مفخم تجلس في نفس المكان أمام شباكها, وعند تناوب الليل والنهار تتغير أوضاع جسدها, في إيماءات مختلفة.
يستلهم الفنان حلمي التوني الفن الشعبي في لوحاته, فمن بين أعماله المعروضة لوحات من مجموعة "الحياة والحديد" كلوحة "الحصان والطائر", و "السمكة والفاكهة", فمن الملاحظ استخدامه للسمكة "رمز من رموز الفن الشعبي" في أغلب هذه اللوحات, كما يعرض الفنان لوحتي "الملاك في الصحراء" و "الفارس" من بين مجموعة "تحية إلى الفن القبطي", والذي تتسم فيها أعماله بطابع أيقوني.
فرغلي عبد الحفيظ يعرض لوحة كبيرة من أعمال معرضه السابق "لندن فرغلي", الذي رصد فيه الحياة اليومية اللندنية, في مشاهد للأشخاص وهم يتجولون ويمارسون حياتهم اليومية في الشارع, حيث تجمعت خطوط أشخاصه لتظهر العلاقة الحميمة فيما بينهم وبين العمارة اللندنية من خلفهم, وقد عكست خلفية لوحته ضبابية لندن بيد مرهفة وبإحساس صادق, تجعلنا نعايشها وكأننا داخل العمل الفني.
ينوع الفنان مصطفى الرزاز في أعماله بين النحت والتصوير, مستخدما البرونز – جرانيت - والألوان الأكريلك, وفي لوحته التي تنقسم إلى نصفين متعاكسين, يظهر اللون الأسود بطلا للوحة؛ ليحيط بالشكل الذي يبدو وكأنه قطعه نحتية مجسمة, يفصله عنه اللون الأبيض أو الأحمر الذي يشعرنا بعمق اللوحة ويعطيها بعدا دراميا.
يوظف الفنان مصطفى عبد المعطي الموتيفات الزخرفية في لوحاته لتظهر مسطحة ذات ألوان ساطعة وضوء مبهر, كما أنه يلعب بالتوازنات اللونية التي تتمتع بالنقاء والصفاء, ليعيد بناء الموتيفة في تكوين تشكيلي محكم.
<td width=1>
قدم الفنان أحمد فؤاد سليم خمسة لوحات بحجم كبير, الأولي يصور فيها رموز الحظ بالألوان الزيتية, وأضاف الكولاج في اللوحة الثانية ليصور رموز اللغة القديمة, وفي العمل الثالث "السباق يبدأ" يقدم رسما تخطيطيا تتشابك خطوطه لرجل يمتطي حصانه على خلفية مسطحة اللون, وفي اللوحتين الأخيرتين التجريديتين اعتمد فيها الفنان على استخدام الملمس التخطيطي في أجزاء كبيرة من اللوحة, والتي تنقسم إلى مساحات متراكبة من الخطوط, حيث شكلها الفنان بحس جمالي واع, ويضيف سليم ثمانية لوحات صغيرة رسما تنسق جنبا لجنب بقاعة العرض لموديل عاري.
تتداخل النغمات اللونية في لوحات الفنان الجرافيكي فاروق شحاتة لتتحول لسيمفونية لونية, تعتمد على التنقيط الطباعي في الأبنية التكوينية, التي تعمل على تحليل الأشكال إلى مساحات مرئية يمكننا التعارف عليها, فهو يعرض ثلاثة لوحات تصور مناظر طبيعية, وأربعة أخرى تكوينات لبعض العناصر في علاقات جمالية ذات إيقاع لوني عال.
أما النحات الغول أحمد فتعبر منحوتاته عن الأشخاص المصرية في حياتهم اليومية البسيطة, والذي صاغها في أعماله برؤية معاصرة, فنرى المرأة "الفلاحة" يصورها في شكل تجريدي رقيق بخامة البوليستر, بينما يقدم المرأة الصعيدية في نسق تجريدي هندسي بخامة البرونز, كما نشاهد رجلا يجلس ويضع يده اليمنى فوق رقبته؛ ليسند بها رأسه, التي ترتفع لأعلى وكأنه يأمل بأن يرتفع ويعلو حتى يعانق السماء, في حين يستند بيده الأخرى على قاعدة العمل, وقد استخدم خامة الجبس في هذه المنحوتة.[/size]