كم هو محزن
ومؤلم
ومثير للشفقة
عندما تكون في قمة فرحك
وفي أوج سعادتك
واستعدادك
لاستقبال
العيد
وقبل أن تنهال عليك
وفود المهنئين
وقبلاتهم الحارة
وبخور العود
ورائحة القهوة العربية الأصيلة
تستقبلك الصفعة
التي تزلزل كيانك
وتقتلع فؤادك من جذورة
دون رحمة
ودون هوادة
لمَ كل هذه القسوة؟؟
والجبروت..
وتتلقى..
جرح سقيم
لم يكن بالحسبان
لن يلتئم
مهما كانت محاولتك في بحثك عن علاج له...
مابالها الدنيا أصبحت قاسية؟؟
لاتأبه بما يترتب على قسوتها
من..
جروح غائرة
تنزف
عيون حائرة
وقلوب
مهشمة
.......................
أتذكرون شجرة التوت؟؟
الندية
المزهرة
أتعلمون ما حدث لها؟؟
ألم يصل لكم خبر نعيها
ورحيل جثماتها؟؟
فقد كُتب على جدار الزمن..
أين أنتم عنها؟؟
شجرة التوت التي تذكرونها
بعدأن كانت مزهرة
معطاءة
وعندما تهزها تتساقط ثمار
التوت بسخاء
أصبحت أغصان يابسة
لاتوت
ولاأوراق
ولاحياة
ماهو شعوركم عندما تختلط مشاعركم
حزن
أسى
سعادة
فرح
ما الذي ينتج عن ذلك ؟؟
ُترى أي منهم سينتصر على الآخر؟؟
من سيكسب الرهان؟؟
أخبروني؟؟!!
من منكم لدية اجابة؟؟
الفرح
أم
الحزن
الحزن
أم
الفرح
الألم
أم
الأمل
؟؟؟؟؟؟
إن سألتموني أي منهم انتصر لدي على الآخر؟؟
فسيكون جوابي..
هو..
هو..
أممممممممم
ما رأيكم أن تستنتجوه؟
من خلال الحدث الآتي؟؟
قبيل بزوغ خيوط الفجر بدقائق
كنت على سريري..
اتصفح موبايلي
وقد ازدحم برسائل
تهاني العيد
وبهدب عيني دمعة
آيلة للسقوط في أي لحظة..
وفقدت لذة النوم
وسمعت آذان الفجر..
الله أكبر
الله أكبر
,,,,
تحركت بخفة
وتوضيت وضوئي للصلاة
فتحت الصندوق الذي كان في زاوية غرفتي المطلي باللون النحاسي المُعتق..
وتناولت سجادتي وشرشف صلاتي
وهممت للصلاة
وكبرت
الله أكبر
وبعد أن فرغت من الصلاة..
وأنا واقفة أمام المرآة
قلت: لنفسي
لمَ كل هذا الحزن؟؟
ألا تعلمي بأن اليوم عيد؟؟
قالت: بلى
قلت إذن
لتعيشي فرحة يوم عيدك
لأنه لن يتكرر وستندمين على فواته..
وسرعان ما استجابة
و أخذت حمام دافيء
بزيوت عطرية
وكانت مزيج من زهور
اللافندر والياسمين
وأبدلت بجامتي ذات اللون الوردي
بأجمل ما لدي
وأصبحتُ في أبهى حلة
أخذت عطري المفضل
شانيل شانس..
وتعطرت به..
وسرت رائحته في المكان
وتشبعت غرفتي به
وشعرت باالانتعاش
بمجرد أن شممت رائحته
وخرجت من غرفتي
ووجدت عائلتي عند مدخل المنزل وهم عائدون من صلاة العيد
ندمت لأنني لم أذهب..
قبلت رأس أبي و أمي ويديهما
حفظهما الله..
وذهبت لجلب البخور..
وقبل أن أذهب
سمعت شقيقي الأكبر يناديني
فتوجهت نحوه متبسمه وبخطوات متسارعه
وقبلته بحرارة
كم أحبه..
يعتبرني طفلته المدللة
وأعتبره أبي ...
الثاني..
الروحي
صديقي
فهو يكبرني بخمسة عشر عاماً
وأخذني بين ذراعيه وضمني
بأبوة حانية
تمسكت به
ووضعت رأسي على كتفه
وأنسابت دموعي دون تردد
وبللت ثوبه..
رفع رأسي
وُبهت
نظراته مستغربة
ومتسائلة؟؟؟؟؟؟
وكان ردي سيل من الدموع
مسح دموعي بطرف شماغه الأحمر
ومازادني ذلك الا بكاء حتى
اجهشت..
وبعد أن هدأت
قال: لي ألن تخبريني ماالذي يبكيك
في يوم كهذا؟؟
وقال :هوني على نفسك
عيشي يومك..
أين مرحك؟؟
أين شقاوتك؟؟
لاتريدين عيديتك..
اطال النظر إلي
واكتفى بإبتسامة..
ازاحت همي وابدلته فرحًا
وقلت له أنت عيديتي
أنسيت أن طفلتك قد كبُرت؟؟
وامسك بيدي
ووضع بها مبلغ ليس بقليل
وقبل أن يذهب نظر إلي بنظرة يتصنع الغضب
وقال : كيف أستقبل المهنئين
وثوبي متسخ بكحلك ... وأحمر شفاهُكِ
أجيبي..
ابتسمت وقلت :
لا تجيد التمثيل..
وقال: لاحرمني الله ابتسامتك
وربت على كتفي وودعني بإبتسامة
وقلت لنفسي لمَ لاأفرح ؟؟
وأدفن الحزن ؟؟
لمَ لاأفرح لأجلب السعادة لمن حولي
فهم يستحقون ذلك وبجدارة..
لمَ لا أرقص فرحاً؟؟
فاليوم عيد
.............
سؤالي لكم
من الذي انتصر
أتجدونه الحزن؟؟
أم الفرح؟؟
من الذي تغلب على الآخر؟؟
,,,,,,,,,,,
كُتب بمداد الألم
وسطره... قلم